تعتبر الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي الصلة بين الإنسان والله عز وجل يؤديها المسلم العاقل البالغ بهدف مناجاة الله والتقرب منه؛ لأنها عمود الدين الذي لا يقوم إلا بها، وهي الراحة والسكينة والطمأنينة النفسية للمسلم وتهذيب لسلوكه وتعليمه الالتزام، وبالتالي الحرص على أداء العبادات في أوقاتها. لذلك الحرص على معرفة كيفية الصلاة الصحيحة و تعلم الصلاة الصحيحة هو أمر هام.

عدد ركعات الصلوات المفروضة

فيما يتعلّق بعدد ركعات الصلوات؛ فإنّ الصلوات الخمس المفروضة منها ما هي رباعيّةٌ؛ أي عدد ركعاتها أربعٌ، وهي: الظهر والعصر والعشاء، أو ثلاثيّة؛ وهي صلاة المغرب، أو ثنائيّةٌ كصلاة الفجر.
كيفية الصلاة الصحيحة كما صلاها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله. “الراوي : أنس بن مالك” لذلك يجب علينا أن نقتدي برسولنا الكريم ونتعلم منه كيفية الصلاة الصحيحة كما صلاها عليه أفضل الصلاة والسلام.

تعلم الصلاة الصحيحة

فكان صلى الله عليه وسلم إذا ما أراد الصلاة: تطهر وتوضأ وستر العورة واستقبل القبلة واستحضر في قلبه الخشوع لله بالطاعة والعبادة.
كان يكبر رافعًا يديه بمحاذاة منكبيه( تكبيرة الإحرام).
ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى فوق صدره.
ثم يستفتح فيقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).
أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).

ثم يبدأ في قراءة الفاتحة في كل الركعات وما تيسر من القرآن.
ثم يكبر رافعًا يديه ويركع ملامسًا ركبتيه ويعظم الله بقوله: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات.
ثمّ يرفع من الركوع ويطمئن قائلًا: “سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد”.
ثم يكبّر ثمّ يهوي إلى الأرض ساجدًا على أعضائه السبعة: الجبهة والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ويجافي عضديه عن جنبيه ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويستقبل برؤوس أصابعه القبلة، قائلًا في سجوده: “سبحان ربّي الأعلى” ثلاث مرات.
ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً: (الله أكبر).
ثمّ يجلس مفترشًا رجله اليسرى، وناصبًا اليمنى، ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويقبض منها الخنصر والبنصر، ويرفع السبابة ويحركها عند دعائه، ويجعل طرف الإبهام مقرونًا بطرف الوسطى كالحلقة، ويضع يده اليسرى مبسوطة الأصابع على طرف فخذه الأيسر مما يلي الركبة.
يجعل أصابع يده باتجاه القبلة، ويقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي”،
أو يقول: (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني).

ثم يكبّر ويسجد السجدة الثانية كالأولى.
يكبر ويستوي جالسًا على رجله اليسرى.
يقوم للركعة الثانية معتمدًا بيديه على الأرض، ويفعل مثل فعله في الركعة الأولى من غير دعاء الاستفتاح.
ثم يجلس بعد انتهاء الركعة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويجلس كما يجلس بين السجدتين سواء.
ثمّ يجلس للتشهّد الأول، ويقرأ التشهّد متبوعًا بالصلاة على النبيّ إن كانت الصلاة ثنائيّةً (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ، والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبراهيم وعلى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبراهيم وعلى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.
وأمّا إن كانت الصلاة ثلاثيّةً أو رباعيّةً؛ فيقرأ المصلّي في الركعة الثانية بعد الرفع من السجدة الثانية التشهّد وحده دون الصلاة على النبيّ، ووقف عند منتهى التشهد الأول وهو: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
يفعل في الركعتين الثالثة والرابعة، ما فعل بما قبلهما، ويقرأ فيهما سورة الفاتحة فقط، ويكون جلوسه الأخير بنصب الرجل اليمنى وفرش الرجل اليسرى، جاعلًا مقعدته على الأرض.
ويقرأ في هذا الجلوس التشهد كله.
ثم يسلم عن يمينه قائلًا: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.
بعد التسليم من الصلاة
أمّا بعد التسليم والفراغ من الصلاة، فمن سنن رسولنا الكريم التي يمكن للمصلي عملها:

الاستغفار ثلاثًا. قول ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من دعاء ما بعد الصلاة: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ).
التسبيح، والحمد، والتكبير ثلاثًا وثلاثين مرّةً لكلّ ذكرٍ منها.
قراءة المعوّذات وتكرارها ثلاثًا في صلاتي الفجر والمغرب.
قراءة آية الكرسي
بالإضافة إلى جملةٍ من الأذكار والأدعية المأثورة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والوارد أنّه كان يقولها بعد الصلاة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *